(طقوس تقدمة القرابين)
صورة لملك يقدم القرابين للأله |
بقلم / رودينا باهر
كاتبة وباحثة فى الآثار المصرية القديمة وعضو لدى فريق حراس الحضارة للوعى الأثرى بفرع الفيوم.
قام المصرى القديم بتقديم القرابين المختلفة للمعبودات والموتى معبراً بذلك عن وازع دينى يهدف منه الحصول على حياة خالدة دائمة مدعمة بالسلطة والثبات كما يهدف من خلال أدائه للشعائر الدينية المختلفة أن يحصل البعث والنشور فى العالم الآخر حيث أن أدائه للشعائر يدل على تدينه الذى يكفل له حياة أبدية خالدة فى العالم الآخر .
الهدف الأساسى من تقديم القرابين للموتى :
هو إعدادهم بالمؤن فى العالم الآخر حتى تنتقل لهم القوة الكامنة فى هذا القربان وحتى تساعدهم وتكفل لهم تحقيق البعث والنشور فالقربان يرمز إلى التضحية التى قدمها المعبود حور لأبيه أوزير وهى تقدمة عين الوجات (عين حور) التى إستطاع المعبود أوزير من خلال تقديمها له أن ينهض ويبعث من جديد فى العالم الآخر وبالتالى فإن الحياة ستعود للمتوفى فى العالم الآخر وينعم بحياة خالدة متجددة من خلال القرابين التى تقدم له على غرار ما تم فعله للمعبود أوزير وتجسيداً له .
وتعد القرابين من العناصر الأساسية والوسائل المساعدة لضمان إعادة البعث والنشور فى العالم الآخر وكذلك كان تقديم القرابين للمعبودات المختلفة من سبل رضا المعبودات على البشر فهم يقدمونها حتى يضمنوا شفاعة المعبودات لهم فى العالم الآخر ومن ثم يتحقق الخلود المنشود وتقديم القرابين المختلفة للمعبود تهدف ضمنياً إلى الحفاظ على النظام الكونى من خلال تقديم القرابين حيث أن حرمان المتوفى والمعبودات من القرابين يؤدى إلى خلل فى النظام الكونى ويسود الخطر وتثار الفوضى .
أنواع القرابين التى وردت فى النقوش والمعابد والمقابر :_
قربان النبيذ :
يعتبر منظر تقديم النبيذ أو تقديم إنائى الnw أكثر المناظر تصويراً سواء على جدران المقابر والمعابد بصفة عامة وقد إستعمل قرباناً للمعبودات وتقدمة خاصة فى مناظر التتويج وعيد السد وكذلك فى الإحتفالات والأعياد المختلفة كما إستخدم كقربان سائل فى الطقوس الجنائزية ربما لأهميته كقربان لتهدئة وتلطيف حدة المعبودات وللقضاء على تأثير جانبها الخطر الذى يصعب التبوء به حيث إستخدم النبيذ حسب ما جاء فى قصة هلاك البشرية فى تهدئة المعبودة حتحور أو سخمت عين رع والتى أطلقها معبود الشمس رع ضد البشر العاصين الذين تمردوا ضده كما أعطى المصدر المقدس الذى ينسب إليه النبيذ أهمية بالغة فيعتقد أن مصدره المياة الأزلية نون وأنه يمثل عرق المعبود رع أى أنه يحمل القوى الأزلية للبعث والحياة.
قربان الخبز :
يعتبر الخبز بشكل عام رمزاً لكل القرابين ويرتبط الخبز بكل أنواعه بعين حور كما أنه يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالمعبود أوزير حيث أن نمو النبات يشير الى موت وبعث المعبود أوزير كل عام ولذلك هو عنصر هام وضرورى لإستمرار الحياة ويعتبر من أهم العناصر المصورة على مائدة القرابين سواء كان رأسياً أو دائرياً أو مخروطياً فهو من أهم عناصر الحياة التى يتمنى المتوفى أن يحصل عليها حتى يضمنوا إستمرارية الحياة عن طريق إمداده به كما تلعب بعض أنواع الخبز دوراً طقسياً فى إعادة بعث المتوفى مثل خبز psš kꜣf وهو إسم من أسماء الخبز عرف منذ عصر بداية الأسرات حيث دون على آثار الأسرة الثانية ويلحظ تشابه هذا الإسم مع إسم الأداة psš kꜣf وهى إحدى الأدوات الطقسية المستخدمة فى طقس فتح الفم .
قربان اللبن :
يعتبر اللبن من القرابين الهامة التى يقدمها الملك للمعبودات وقد إستعمل كقربان سائل فى مناظر التتويج وعيد السد والطقوس الجنائزية وكذلك الإحتفالات والأعياد المختلفة ربما لأهميته كقربان يضفى الشرعية على الحكم ويرمز إلى الميلاد والإستمرارية والتجدد ويدخل ضمن الغذاء الرئيسى للكائنات الحية مثل الخبز كما يدخل ضمن القرابين التى تقدم للمعبودات والموتى وظهر اللبن كتقدمة منذ عصر الدولة القديمة وإستمر حتى العصريين اليونانى والرومانى ويحمل اللبن العديد من الأسماء فى اللغة المصرية القديمة ب ἰrṯt وبالإضافة إلى العديد من الأسماء الأخرى التى تعبر عن صفاته الأساسية مثل ḥd ḥdw وهى الصفة التى ترتبط بلونه الناصع البياض وتطلق نصوص العصر المتأخر على اللبن إسم nḫ wꜣs الحياة والقوة كإشارة إلى قدرة اللبن فى إعطاء الحياة والقوة.
تقدمة قربان ال mḏt :
يعتبر الإناء mḏt هو أحد الأوانى المستخدمة فى تقديم الدهان العطرى كقربان ويتميز بشكله الأسطوانى وبطنه المقعر تقعراً طفيفاً ويميل إلى الإتساع فى إتجاه جزئه العلوى ومزود بغطاء دائرى مسطح ومختوم وقد ذكر هذا النوع من الدهان فى نصوص الأهرام ويعد من أهم القرابين التى يقدمها الملك للمعبودات وأهميته تكمن فى أنه يعطى القوة والحيوية للملك من أجل البعث ويساعد الملك فى الإتحاد مع أوزير ودهان mḏt هو نوع من الزيوت أو الدهانات العطرية التى ربما يدخل فى تركيبه شحم بقرى أو دهن حيوانى مختلط ببعض النباتات وكان للزيوت والمراهم العطرية أهمية كبيرة فى مصر القديمة ومما يدل على أهميتها إستخداماتها المتعددة فكانت تستخدم بعض الزيوت العطرية فى إطار الحياة اليومية وإستخدمت أيضًا فى الأغراض الطبية وفن التجميل والعناية بالبشرة وإنحصرت أهدافها دائمًا فى إعادة الحياة وتجديد الشباب.
قربان الأردية :
تعد تقدمة القماش أو(الأردية) من أهم القرابين التى يقدمها الملك بعد التطهير وكان يقدمها الملك إما واقفاً أو راكعاً حيث إعتبر هذا القربان بمثابة كساء للمعبود يستخدمه الملك ضمن طقوس الخدمة اليومية لتمثال المعبود بعد مناظر التطهير وأيضًا ضمن الزينة الطقسية الملكية فى بيت الصباح كما كان يستخدم فى مناظر طقوس فتح الفم وإعتبر المصرى القديم أن القماش هو إحدى مخلوقات رع التى خلقت من عرقه وتمثل تقدمة الأقمشة أو الأردية الإنتصار على أعداء أوزير فى بعض الأحيان وتكمن أهمية تقدمة الأردية كقربان للآلهة فى مشاهد التقدمة إلا أن الأردية تمنح الآلهة وجوداً حسياً وتسمح بضبط هيئتهم رغم أنهم غير مرئيين لعامة الشعب الدنيوى ويرى البعض أن تقدمة القماش كانت من الرموز الملكية وأن تقديمها بواسطة الملك يظهره كحاكم شرعى للبلاد وفى مقابل هذه التقدمة يمنح الملك الحياة والسلطة للأبد.
الهدف الأساسى من تقديم القرابين للموتى :
هو إعدادهم بالمؤن فى العالم الآخر حتى تنتقل لهم القوة الكامنة فى هذا القربان وحتى تساعدهم وتكفل لهم تحقيق البعث والنشور فالقربان يرمز إلى التضحية التى قدمها المعبود حور لأبيه أوزير وهى تقدمة عين الوجات (عين حور) التى إستطاع المعبود أوزير من خلال تقديمها له أن ينهض ويبعث من جديد فى العالم الآخر وبالتالى فإن الحياة ستعود للمتوفى فى العالم الآخر وينعم بحياة خالدة متجددة من خلال القرابين التى تقدم له على غرار ما تم فعله للمعبود أوزير وتجسيداً له .
وتعد القرابين من العناصر الأساسية والوسائل المساعدة لضمان إعادة البعث والنشور فى العالم الآخر وكذلك كان تقديم القرابين للمعبودات المختلفة من سبل رضا المعبودات على البشر فهم يقدمونها حتى يضمنوا شفاعة المعبودات لهم فى العالم الآخر ومن ثم يتحقق الخلود المنشود وتقديم القرابين المختلفة للمعبود تهدف ضمنياً إلى الحفاظ على النظام الكونى من خلال تقديم القرابين حيث أن حرمان المتوفى والمعبودات من القرابين يؤدى إلى خلل فى النظام الكونى ويسود الخطر وتثار الفوضى .
أنواع القرابين التى وردت فى النقوش والمعابد والمقابر :_
قربان النبيذ :
يعتبر منظر تقديم النبيذ أو تقديم إنائى الnw أكثر المناظر تصويراً سواء على جدران المقابر والمعابد بصفة عامة وقد إستعمل قرباناً للمعبودات وتقدمة خاصة فى مناظر التتويج وعيد السد وكذلك فى الإحتفالات والأعياد المختلفة كما إستخدم كقربان سائل فى الطقوس الجنائزية ربما لأهميته كقربان لتهدئة وتلطيف حدة المعبودات وللقضاء على تأثير جانبها الخطر الذى يصعب التبوء به حيث إستخدم النبيذ حسب ما جاء فى قصة هلاك البشرية فى تهدئة المعبودة حتحور أو سخمت عين رع والتى أطلقها معبود الشمس رع ضد البشر العاصين الذين تمردوا ضده كما أعطى المصدر المقدس الذى ينسب إليه النبيذ أهمية بالغة فيعتقد أن مصدره المياة الأزلية نون وأنه يمثل عرق المعبود رع أى أنه يحمل القوى الأزلية للبعث والحياة.
قربان الخبز :
يعتبر الخبز بشكل عام رمزاً لكل القرابين ويرتبط الخبز بكل أنواعه بعين حور كما أنه يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالمعبود أوزير حيث أن نمو النبات يشير الى موت وبعث المعبود أوزير كل عام ولذلك هو عنصر هام وضرورى لإستمرار الحياة ويعتبر من أهم العناصر المصورة على مائدة القرابين سواء كان رأسياً أو دائرياً أو مخروطياً فهو من أهم عناصر الحياة التى يتمنى المتوفى أن يحصل عليها حتى يضمنوا إستمرارية الحياة عن طريق إمداده به كما تلعب بعض أنواع الخبز دوراً طقسياً فى إعادة بعث المتوفى مثل خبز psš kꜣf وهو إسم من أسماء الخبز عرف منذ عصر بداية الأسرات حيث دون على آثار الأسرة الثانية ويلحظ تشابه هذا الإسم مع إسم الأداة psš kꜣf وهى إحدى الأدوات الطقسية المستخدمة فى طقس فتح الفم .
قربان اللبن :
يعتبر اللبن من القرابين الهامة التى يقدمها الملك للمعبودات وقد إستعمل كقربان سائل فى مناظر التتويج وعيد السد والطقوس الجنائزية وكذلك الإحتفالات والأعياد المختلفة ربما لأهميته كقربان يضفى الشرعية على الحكم ويرمز إلى الميلاد والإستمرارية والتجدد ويدخل ضمن الغذاء الرئيسى للكائنات الحية مثل الخبز كما يدخل ضمن القرابين التى تقدم للمعبودات والموتى وظهر اللبن كتقدمة منذ عصر الدولة القديمة وإستمر حتى العصريين اليونانى والرومانى ويحمل اللبن العديد من الأسماء فى اللغة المصرية القديمة ب ἰrṯt وبالإضافة إلى العديد من الأسماء الأخرى التى تعبر عن صفاته الأساسية مثل ḥd ḥdw وهى الصفة التى ترتبط بلونه الناصع البياض وتطلق نصوص العصر المتأخر على اللبن إسم nḫ wꜣs الحياة والقوة كإشارة إلى قدرة اللبن فى إعطاء الحياة والقوة.
تقدمة قربان ال mḏt :
يعتبر الإناء mḏt هو أحد الأوانى المستخدمة فى تقديم الدهان العطرى كقربان ويتميز بشكله الأسطوانى وبطنه المقعر تقعراً طفيفاً ويميل إلى الإتساع فى إتجاه جزئه العلوى ومزود بغطاء دائرى مسطح ومختوم وقد ذكر هذا النوع من الدهان فى نصوص الأهرام ويعد من أهم القرابين التى يقدمها الملك للمعبودات وأهميته تكمن فى أنه يعطى القوة والحيوية للملك من أجل البعث ويساعد الملك فى الإتحاد مع أوزير ودهان mḏt هو نوع من الزيوت أو الدهانات العطرية التى ربما يدخل فى تركيبه شحم بقرى أو دهن حيوانى مختلط ببعض النباتات وكان للزيوت والمراهم العطرية أهمية كبيرة فى مصر القديمة ومما يدل على أهميتها إستخداماتها المتعددة فكانت تستخدم بعض الزيوت العطرية فى إطار الحياة اليومية وإستخدمت أيضًا فى الأغراض الطبية وفن التجميل والعناية بالبشرة وإنحصرت أهدافها دائمًا فى إعادة الحياة وتجديد الشباب.
قربان الأردية :
تعد تقدمة القماش أو(الأردية) من أهم القرابين التى يقدمها الملك بعد التطهير وكان يقدمها الملك إما واقفاً أو راكعاً حيث إعتبر هذا القربان بمثابة كساء للمعبود يستخدمه الملك ضمن طقوس الخدمة اليومية لتمثال المعبود بعد مناظر التطهير وأيضًا ضمن الزينة الطقسية الملكية فى بيت الصباح كما كان يستخدم فى مناظر طقوس فتح الفم وإعتبر المصرى القديم أن القماش هو إحدى مخلوقات رع التى خلقت من عرقه وتمثل تقدمة الأقمشة أو الأردية الإنتصار على أعداء أوزير فى بعض الأحيان وتكمن أهمية تقدمة الأردية كقربان للآلهة فى مشاهد التقدمة إلا أن الأردية تمنح الآلهة وجوداً حسياً وتسمح بضبط هيئتهم رغم أنهم غير مرئيين لعامة الشعب الدنيوى ويرى البعض أن تقدمة القماش كانت من الرموز الملكية وأن تقديمها بواسطة الملك يظهره كحاكم شرعى للبلاد وفى مقابل هذه التقدمة يمنح الملك الحياة والسلطة للأبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق