"العمال فى مصر القديمه"
منظر من مناظر عمال البناء |
بقلم :- ايمان محمد.
كاتبه وباحثة فى الآثار المصرية القديمة ، وعضوة فى فريق حراس الحضارة للوعى الاثري ، فرع الشرقيه.
وضع القدماء نظامًا منضبطًا للعمل وحدد لهم الحقوق والواجبات ووفر لهم هذا النظام الرعاية الاجتماعية والصحية واحاطهم القدماء بالرعاية من أجل الحصول على آداء افضل وكانت القوة البشرية فى مصر القديمه بمثابة كلمه الفصل لقيام اعظم حضارة عرفتها البشرية وقامت على أسس الايمان والعمل والعلم وتفرد المصريين بنظام عمل جماعى لم يسبقهم إليه أحد فقامو ببناء المقابر والمعابد وشقوا قنوات الرى وانشأو السدود وزرعو الأراضى فى تناغم يدل على قوة هؤلاء العقلية والبدنية ، وحرص الحكام فى مصر القديمه بتوفير للعمال كل الوسائل التى تضمن لهم حياة كريمه ، كتوفير السكن والطعام والطبيب فى موقع العمل مثل المشروعات الضخمه كبناء الاهرامات والتى تتطلب كثيرا من المجهودات البدنية والالتزام واحترام المواعيد ، كما يعتبر المصرى القديم هو أول من عرف الإضراب عن العمل و اول من تظاهر ليحصل على حقوقه بشكل سلمى وكانت الشرطة مساندة له آنذاك و اول من أقام ثورة عمالية فى التاريخ وتوارث المصريون عبر الأجداد الكثير من المهن والصناعات والتى اقاموها بدقة متناهية وأكدوا ذلك بتلك اللوحات والمناظر التى صوروها على جدران المقابر والمعابد ووصل الأمر إلى اصطحاب المصري القديم معه فى مقبرته تماثيل الاوشابتى لإنجاز الأعمال الموكلة إليه فى العالم الآخر حتى بعد وفاته وهناك الكثير من النصوص التى وردت لمؤلفين غير مصريين أثبتت أن مصر عرفت الاتحادات العمالية والنقادات قبل ثلاثة الآف ومائة عام (3100).
وكانت اللاهون اول قرية عمالية ف التاريخ وانتقلو بعد اللاهون إلى طيبة واستقرو فى مدينه عرفت بإسم دير المدينه التى اندلعت منها اول ثورة عمالية فى التاريخ وهى مدينه تقع غرب طيبة .
اسباب الغياب عن العمل فى مصر القديمه:-
استطاع العامل أن يتغيب عن العمل لعده اسباب منها التعب والارهاق الشديد أو إذا كان العامل سكران وشارب للخمر وإذا رزقت الأسرة بمولود جديد وعند زيارة الأهل والاقارب وكان كاتب الانفار يسجل حضور وغياب العمال على أن يكتب سبب الغياب بجوار اسم العامل الغائب كمان كان لهم اعياد رسمية كانت قد وصلت إلى ٢٥عيد .
مقابر العمال فى مصر القديمه :-
لقد تم اكتشاف منطقة تعرف باسم حيط الغراب عليها بقايا من تجمع سكنى فى المنطقة الجنوبية الشرقية لهضبة الجيزة حيث إنه المكان الذى عاش ومات فيه العمال الذين اشتركوا فى بناء الاهرامات لكل من خوفو وخفرع ومنكاورع وتم الكشف عن منازل وممرات ومخازن وثلاثة شوارع ومبنى إدارى واربع صالات داخل تلك المدينة ربما كانت بمثابة ثكنات للعمال من أجل النوم وإعداد الطعام كما عثر على كميات من عظام الأسماك والطيور والأسماك وعثر على سطح التل مباشرة غرب منطقة حيط الغراب جبانة المدينة حيث دفن بها المشرفون ذو الرتب الدنيا من العمال فى مصاطب متواضعه على سفوح التلال المنخفضة ويحيط بها مصاطب اصغر خصصت لعائلات المشرفين أنفسهم وبنيت من الطوب اللبن كما دفن المشرفون ذو الرتب العليا فى مصاطب حجرية كبيرة أعلى المنحدر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق