جاري تحميل ... مجلة حراس الحضارة

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة


العادات الجنائزية في مصر القديمة

العادات الجنائزية في مصر القديمة



بقلم / محمد أبو حبشي 

كاتب وباحث في علم المصريات ومؤسس فريق حراس الحضارة للوعي الاثري وكاتب بجريدة كاسل للحضارة والتراث وكاتب بجريدة جورنال 24 وأمين لجنة دعم السياحة والاثار بالاتحاد الوطني للقيادات الشبابية عن محافظة الشرقية 

بسم الله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه الكرام البررة وبعد.........

إذا اردنا الحديث بشكل كامل عن كافة الأنماط المتبعة في العادات الجنائزية للمصري القديم فإنه من الممكن أن نؤلف العديد من المؤلفات نظرا لأتساع المجال فيها  ولكني اليوم سأسرد لحضاراتكم جزء بسيطا عن بعض العادات الجنائزية ففي ديانة طيبة مثلا،تتكون الجنازة من اربع مراحل. فأول شيء هو المناحة في بيت الميت ، حول سریرالموت ، الذي تلعب النائحات المحترفات فيه دورا هاما ، وهن يلطمن رءوسهن وصدورهن ، ويحسون التراب فوق أجسامهن ، وينادين السماء کی تشهد على حزنهن . ثم الموكب الملكون ليحمل الميت وأمتعته إلى النيل . وفي المرحلة التالية ،
وهى عبور النهر ، يوضع التابوت الخشبي الذي بداخله المومياء ، فوق حامل وينقل في قارب . وإبان عبور النهر تقف امرأة من كل جانب، تمثلان إيزيس ونفتيس ، تنتحبان طوال فترة العبور ، وتبكيان سوء حظهما وتحيط بسفينة الميت عدة سفن أخرى تحمل أفراد الأسرة وهم يولولون ، كما تحمل أصدقاءهم وأمتعة الميت ، فيحدثون ضجة وأى صخب ويجتمع الموكب من جديد على الضفة الغربية ، ويوضع حامل التابوت فوق زحافة تجرها الأبقار  فيجتمع المشيعون في جماعات حول التابوت يتبادلون التعازي حول جثمان المتوفي ويسيرالمركب في طريقه المترب في بطئ حتى يصل إلى مثواه الأخير وممر خروجه من الدنيا (الجبانة) ويطلق الكهنة البخور على حملة التابوت وهم يرتلون الأناشيد
وعند بلوغ القبر، يتوقف المعزون ، وتبدأ المرحلة الأخيرة ، فيقوم الكهنة بالطقوس، کفتح الفم وبعدها تركع الأرملة أمام التابوت وتمسكه بذراعيها كما لو كانت تحاول استبقاء الميت في الدنيا ، وتقول كلمة الوداع .
 بعد ذلك ينزلون التابوت إلى موضعه في القبر ومعه متعلقات الميت. ثم يقفل السرداب ويشترك الجمع المحتشد في وليمة جنائزية ،بالاشتراك مع المتوفي الراحل. 
أما في المدن الواقعة على نفس الضفة التي فيها الجبانة ، فتكون الاحتفالات مختصرة ، فلا حاجة إلى استعمال السفن،فيما عدا ذلك فالاحتفال هو نفس الأول 
هذه طريقة دفن رجل غني ، يأخذ معه كل ممتلكاته المنقولة ، ويتخذ موضعه في أحد القبور المزينة بالمناظر ، والتي لاتزال تثير إعجاب السائحين في كل مكان أثري . 
ولكن لم يتمتع كل فرد بهذه الميزات ، وتقول قصة (ساتنی)  
إن ذلك الرجل سمع ذات یوم ، من شرفته ، نحيبا عاليا . 
فانحنى يتبعه فرأى رجلا غنيا ينقل ليدفن في الجبال ،يتبعه الحزاني وكل صنوف التشريف.
 ولما نظر ثانية ، رأى رجلا فقیر محمول وملفوف في حصير من القش ، ولاأحد قط . وليس للغالبية العظمی من الناس قبور ، فمنهم من يذهبون إلى موضع راحتهم الأبدي والذي يكون عبارة عن حفرة بسيطة تحفر في الرمل ، أويرصونهم في مقبرة جماعية شيدت فيما مضى لشخصية غنية نسيت منذ زمن طويل
ولكن يبدو أن أوزيريس كان يتعرف على أتباعه ، وأحيانا يصادر الودائع الجنائزية الفخمة الخاصة برجل غني مستهتر ويعطيها إلى رجل فقير طيب القلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *